الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ }

قوله: { ثُمَّ لأَتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ } من حيث لا يشعرون { وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } أي مؤمنين.

أما قوله: { مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } فمن قِبَلِ الآخرة فأخبرهم أنه لا بعث بعد الموت ولا جنة ولا نار. وأما قوله: { وَمِنْ خَلْفِهِمْ } فمن أمر دنياهم [فازينُها في أعينهم وأخبرهم] أنه لا حساب عليهم في الآخرة فيما صنعوا في الدنيا، لأنهم إذا كانوا في الآخرة كانت الدنيا خلفهم. كقوله: { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } من أمر الآخرةوَمَا خَلْفَهُمْ } [البقرة:255] من أمر الدنيا إذا كانت الآخرة. وقوله: { وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ } فأثبطهم عن الخير، كقوله:إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ اليَمِينِ } [الصافات:28] أي من قِبَل الخير فتثبِطوننا عنه. وأما { عَن شَمَائِلِهِمْ } فيعني من قبل المعاصي. يأمرهم بمعصية الله. { وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } أي مؤمنين. وكان ذلك ظناً منه، فكان الأمر على ما ظن. كقوله:وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِّنَ المُؤْمِنِينَ } [سبأ:20] أي إلا الفريق الذين آمنوا.