الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً ٱللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } * { فَلَماَّ نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُوۤءِ وَأَخَذْنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } * { فَلَماَّ عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ }

{ وَإِذَا قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً ٱللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }.

قوله: { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ } أي ما وعظوا به، أي ما نهاهم عنه المؤمنون الذين نهوهم عما يصنعون، أي ذكروهم الله { أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ }. قال الحسن: نجت فرقتان وهلكت فرقة، وهم الذين أخذوا الحيتان. { وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيِسٍ } قال مجاهد: بعذاب أليم شديد { بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ }.

قوله: { فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ } قال مجاهد: إلا طائفة منهم لم يفعلوا.

قال الحسن: { خَاسِئِينَ }: صاغرين. قال: وهي كقوله: { اخْسَئُوا فِيهَا } أي اصغروا فيها، أي في الناروَلاَ تُكَلِّمُونِ } [المؤمنون:108]. قال بعضهم: فصاروا قردة تَعَاوى لها أذناب بعد أن كانوا رجالاً ونساء.

ذكروا أنه دُخِل على ابن عباس، وبين يديه المصحف، وهو يبكي، وقد أتى على هذه الآية: { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيِسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } فقال: قد علمتُ أن الله أهلك الذين أخذوا الحيتان، ونجّى الذين نَهَوْهُم، ولا أدري ما صنع بالذين لم ينهوا ولم يواقعوا المعصية.

وقال الحسن: وأي نهى أشد من أنهم أثبتوا لهم الوعيد، وخوّفوهم العذاب فقالوا: { لِمَ تَعِظُوْنَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً }.