الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَماَّ سَكَتَ عَن مُّوسَى ٱلْغَضَبُ أَخَذَ ٱلأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ }

قوله: { وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الغَضَبُ } أي سكن { أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا } يعني الكتاب الذي نسخت منه التوراة { هُدىً وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ } والرهب الخوف. وقال بعضهم: { وَفِي نُسْخَتِهَا هُدىً } قال:

إن موسى لما أخذ الألواح قال: يا رب، إني أجد في الألواح أمة خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويسارعون في طاعة الله، رب فاجعلهم من أمتي. قال: تلك أمة أحمد. قال رب أني أجد في الألواح أمة هم الآخرون والسابقون يوم القيامة، أي الآخرون والسابقون في دخول الجنة، فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد. قال: رب إني أجد في الألواح أمة أناجيلهم في صدورهم يقرأونها، وأجد قوماً يقرأون كتابهم نظراً، إذا رفعوه لم يحفظوا منه شيئاً ولم يعوه؛ فإن الله أعطى هذه الأمة من الحفظ شيئاً لم يعطه أحداً من الآدميين، قال: رب اجعلهم أمتي: قال: تلك أمة أحمد. قال رب إني أجد في الألواح أمة يؤمنون بالكتاب الأول وبالكتاب الآخر، ويقتلون فضول الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الكذاب، رب فاجعلهم أمتي، قال:تلك أمة أحمد. قال: رب إني أجد في الألواح أمة يأكلون صدقاتهم في بطونهم ويؤجرون عليها، وإن الله أخذ صدقاتكم من غنيكم لفقيركم، وكان من قبلكم إذا تصدق أحدهم بصدقة أنزلت عليها نار من السماء فأكلتها، فاجعلها اللهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد. [قال: رب إني أجد في الألواح أمة إذا همّ أحدهم بحسنة ثم لم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشر أمثالها إلى سبعمائة، رب اجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد]. قال: رب إني أجد في الألواح أمة إذا هم أحدهم بسيئة لم تكتب عليه، وإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة، رب فاجعلهم أمتي. قال تلك أمة أحمد.

وذكر لنا أنه نبذ الألواح، وقال: رب اجعلني من أمة أحمد. فأعطى اثنتين لم يعطوهما. قال: { إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرسَالاَتِي وبِكَلاَمِي } فرضي. ثم أعطى الثانية:وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } [الأعراف:159] فرضى موسى كل الرضى.