الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَماَّ كَشَفْنَا عَنْهُمُ ٱلرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ } * { فَٱنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ }

قال الله: { فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ } [أي العذاب] { إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي اليَمِّ } أي البحر { بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ }.

وقال بعضهم في قوله: ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات، قال: جهدهم الله بالجوع عاماً فعاماً. وفي قوله: { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالجَرَادَ وَالقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ والدَّمَ... } إلى آخر الآية: أما الطوفان فالماء أرسله الله عليهم حتى قاموا فيه قياماً. فدعوا موسى، فدعا ربه، فكشفه عنهم، ثم عادوا لسوء ما يخطر لهم؛ فأرسل الله عليهم الجراد، فأكل عامة حروثهم. فدعا موسى ربه، فكشفه عنهم. ثم عادوا لسوء ما يخطر لهم. فأرسل الله عليهم القمل، وهو الدبى، فأكل ما أبقى الجراد من حروثهم ولحسه. فدعوا موسى فدعا ربه، فكشفه عنهم. ثم عادوا لسوء ما يخطر لهم، فأرسل عليهم الضفادع حتى ملأت فرشهم وأفنيتهم، فدعوا موسى، فدعا ربه، فكشف عنهم، ثم عادوا لسوء ما يخطر لهم، فأرسل عليهم الدم فجعلوا لا يغترفون إلا دماً أحمر، حتى لقد ذكر لنا أن فرعون جمع رجلين أحدهما إسرائيلي والآخر قبطي على إناء واحد، فكان الذي يلي الإِسرائيلي ماء، والذي يلي القبطي دماً. فدعوا موسى فدعا ربه فكشفه عنهم.

قال الله: { فَاسْتَكْبَرُواْ } ، أي: عن عبادة الله، { وَكَانُوا قَوْماً مُّجْرِمِينَ }. وهذا جرم شرك، وهو جرم فوق جرم وجرم دون جرم.

قوله: { وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ } ، أي العذاب، في تفسير مجاهد والعامة. قوله: { فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي اليَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ } ، أي: تاركين لها معرضين عنها.