الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُوۤاْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } * { وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } * { فَإِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـٰذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَلاۤ إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ }

قوله: { قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا } يقوله بنو إسرائيل لموسى عليه السلام؛ يعنون ما كان يصنع بهم فرعون وقومه. قال مجاهد: من قبل إرسال الله إياك ومن بعده.

وقال الكلبي: إنه لما ألقى السحرة ساجدين فبهت فرعون فألقى بيده وخلّى سبيل موسى، قال الملأ من قوم فرعون لفرعون: أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك والهتك. قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون. فأمر فرعون ببني إسرائيل أن يكلفوا من العمل ما لا يطيقون. فمر موسى عليهم كذلك فقالوا: أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا.

{ قَالَ } لهم موسى { عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } فأخذ الله آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات.

قال: { وَلَقَدْ أَخَذْنَا ءَالَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } فأجدبت أرضهم وهلكت مواشيهم ونقصت ثمارهم فقالوا: هذا مما سحرنا به هذا الرجل.

قوله: { فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ } قال الحسن: أي نحن أولى بالحسنة ومنا جاءت. قال مجاهد: الحسنة في هذا الموضع العافية والشبع والرخاء والمطر والخير والخصب. { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } أي جدوبة أو شدة { يَطَّيَّرُا بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ } ويقولوا: إنما أصابنا هذا من شؤم موسى ومن معه.

قال الله: { أَلاَ إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللهِ } أي محفوظ. عليهم حتى يجازيهم به يوم القيامة. { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }.

{ وَقَالُوا } له يا موسى { مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ ءَايَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا } أي ما تأتنا به، وهي كلمة عربية: ما تأتنا به، ومهما تأتنا به، وهو واحد، لتسحرنا بها { فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ } أي بمصدقين.