الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُوۤاْ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } * { وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتْنَا رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } * { وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَآءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ } * { قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱسْتَعِينُوا بِٱللَّهِ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱلأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }

{ قَالُوا: إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } فآمنوا. { وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ ءَامَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا } وهو كقوله في أصحاب الأخدودوَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللهِ العَزِيزِ الحَمِيدِ } [البروج:8] { رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ }. قال بعضهم: كانوا أول النهار سحرة وآخره شهداء.

قوله: { وَقالَ المَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ } أي أرض مصر فيخرجوا منها بني إسرائيل. وقال بعضهم: ليقتلوا أبناء أهل مصر، كقول فرعون:أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الفَسَادَ } [غافر:26]. أي يقتل أبناءكم كما قتلتم أبناءهم، وإنما عيشكم من بني إسرائيل.

قال: { وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَ } أي فلا يعبد ما تعبد. قال الحسن: وكان فرعون يعبد الأوثان. وكان بعضهم يقرأها: ويذرك وإلاهتك. أي: وعبادتك. ومن قرأها بهذا المقرأ قال: ألا تراه يقول:أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى } [النازعات:24].

قوله: { قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ } أي فلا نقتلهن { وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ } أي: إنا قاهرون لهم.

{ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } وكان الله قد أعلم موسى أنه مهلك فرعون وقومه وأن الله سيورث بني إسرائيل الأرض من بعدهم وقال في آية أخرى:كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ } [الشعراء: 59]. قوله: { وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } العاقبة هي الجنة، وهي للمتقين ليست لمن سواهم.