الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ } * { قَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } * { يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } * { قَالُوۤاْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي ٱلْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ } * { يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ } * { وَجَآءَ ٱلسَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالْوۤاْ إِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ ٱلْغَالِبِينَ } * { قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ }

{ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ } ، أي أخرج يده من جيب قميصه. ذكروا عن مجاهد أنه قال: من جيبه: أي: من جيب قميصه. قال الحسن: أخرجها والله كأنها مصباح.

وقال الكلبي: بلغنا أن موسى عليه السلام قال: يا فرعون، ما هذه بيدي؟ قال: هي عصا. فألقاها موسى، فإذا هي ثعبان مبين قد ملأت الدار من عظمها، ثم أهوت إلى فرعون لتبتلعه فنادى: يا موسى يا موسى، فأخذ موسى بذنبها فإذا هي عصا بيده. فقال فرعون: يا موسى، هل من آية غير هذه؟ قال: نعم. قال: ما هي. فأخرج موسى يده فقال: ما هذه يا فرعون؟ قال هذه يدك. فأدخلها موسى في جيبه ثم أخرجها فإذا هي بيضاء للناظرين تعشى البصر من بياضها. وبلغنا عن ابن عباس أنه قال: غرزت ذنبها في الأرض ورفعت صدرها ورأسها وأهوت إلى فرعون لتأخذه فجعل يميل ويقول: يا موسى، خذها يا موسى خذها، فأخذها موسى.

{ قَالَ المَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } أي بالسحر { يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } أي إنه إذا أخرج بني إسرائيل عنكم فقد أخرجكم من أرضكم، وهو كقوله:وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ المُثْلَى } [طَهَ:63] أي بعيشكم الأمثل؛ يعني بني إسرائيل.

قوله: { قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ } أي احبسه وأخاه { وَأَرْسِلْ فِي المَدَائِنِ حَاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ }. قال له أصحابه: لا تقتله، فإنما هو ساحر، وليس سحره بالذي يغلب سحر سحرتك؛ فإنك إن قتلته أدخلت على الناس في أمره شبهة، ولكن أرجه وأخاه واجمع له السحرة.

قوله: { وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لأَجْراً } يعنون العطية { إِن كُنَّا نَحْنُ الغَالِبِينَ. قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ المُقَرَّبِينَ } أي في المنزلة والقربة.