تفسير سورة الحاقة، وهي مكية كلها. { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قوله: { الحَآقَّةُ مَا الحَآقَّةُ وَمَآ أَدْرَاكَ مَآ الْحَآقَّةُ } أي: إنك لم تكن تدري ما الحاقة حتى أعلمتكها. والحاقة اسم من أسماء القيامة أحقت لأقوام الجنة وأحقت لأقوام النار. قال بعضهم: كل شيء في القرآن: (وَمَا أَدْرَاكَ) فقد أدراه، أي: أعلمه إياه، وكل شيء (وَمَا يُدْرِيكَ) فهو لم يعلمه إياه بعدُ. قوله عز وجل: { كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ } أي: كذبوا بعذاب الدنيا وعذاب الآخرة، في تفسير الحسن. وتفسير الكلبي: القارعة اسم من أسماء جهنم. { فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِالطَّاغِيَةِ } قال الحسن: أي: بطغيانهم، كقوله:{ كَذَّبَتْ ثَّمُودُ بِطَغْوَاهَآ } [الشمس:11] أي: بشركها. وقال الكلبي: الطاغية الصاعقة التي أهلكوا بها. وتفسير مجاهد: (بِالطَّاغِيَةِ) أي: بالذنوب. قوله: { وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ } أي: باردة شديدة البرد { عَاتِيَةٍ } أي: عتت على خزانها بأمر ربها، كانت تخرج من قبل بقدر، فعتت يومئذ على خزانها، مثل قوله:{ إِنَّا لَمَا طَغَا الْمَآءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ } [الحاقة:11] أي: طغى الماء على خزانه إنه كان يخرج بقدر فطغى يومئذ على خزانه. وقال الحسن: العاتية: الشديدة، وضمّ أصابعه وشدّها، وضمّ أصابعه وشدها. قال: وكذلك أيضاً. وقال مجاهد: عاتية: شديدة. والريح التي أهلك بها عادا هي الدبور. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ".