الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ } * { أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ } * { سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ } * { أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ } * { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } * { خَٰشِعَةً أَبْصَٰرُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمْ سَٰلِمُونَ }

{ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ } أي: في ذلك الكتاب { لَمَا تَخَيَّرُونَ } أي: ما تخيّرون. واللام صلة. [أي: ليس عندكم كتاب تقرأون فيه إن لكم لما تخيرون].

قال تعالى: { أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ } أي ما تحكمون. يقول أم جعلنا لكم بأن لكم ما تحكمون. أي: لم نفعل. وقد جعل الله للمؤمنين عنده عهدا. وقال:لاَ يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً } [مريم:87]. وقال لليهود:قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ } [البقرة:80].

قال تعالى: { سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ } أي: حميل، أي: يحمل عنا لهم بأن لهم ما يحكمون، أي: يوم القيامة لأنفسهم بالجنة، إن كانت جنة لقول أحدهم:وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى } [سورة فصلت:50] أي للجنة، إن كانت جنة.

قوله عز وجل: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ } أي: خلقوا مع الله شيئاً { فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ }. أي: قد أشركوا بالله آلهة لم يخلقوا مع الله شيئاً.

قوله عز وجل: { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } قال الحسن: عن ساق الآخرة. وقال مجاهد: عن شدة الأمر وجده، أي: عن الأمر الشديد.

وحدثني هشام عن المغيرة عن إبراهيم عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله: { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } قال: يكشف عن شدة يوم القيامة. وعن الضحاك أنه كان يرى مثل ذلك.

قال ابن عباس: كانت العرب إذا اشتدت الحرب بينهم قالوا: قامت الحرب بنا على ساق. وعن سعيد بن جبير أنه سئل عن قوله: { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } فغضب وقال: والله إنكم لتقولون قولاً عظِيماً، إنما يعني الأمر الشديد. وعن سعيد بن جبير مثله: هو عذاب الاستئصال، يعني إنه يعذبهم بالنفخة الأولى قبل عذاب يوم القيامة.

قال عز وجل: { وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ } أي: ذليلة أبصارهم { تَرْهَقُهُمْ } أي: تغشاهم { ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ } أي: إلى الصلاة المفروضة { وَهُمْ سَالِمُونَ }. رجع إلى قوله تعالى: { وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ } أي: يُخادَعون بذلك كما كانوا يُخادِعون في الدنيا، وذلك أن سجودهم في الدنيا راءَوا بِهِ الناس.