الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ } * { بِأَييِّكُمُ ٱلْمَفْتُونُ } * { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } * { فَلاَ تُطِعِ ٱلْمُكَذِّبِينَ } * { وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } * { وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ } * { هَمَّازٍ مَّشَّآءٍ بِنَمِيمٍ } * { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ }

قال: { فَسَتُبْصِرُ } أي: يوم القيامة { وَيُبْصِرُونَ } يعني المشركين { بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ } أي: بأيكم الشيطان، والشيطان مفتون في تفسير مجاهد. أي: سيبصرون يوم القيامة أنك كنت المهتدي وأنهم الضُّلاّل. { بِأَييِِّكُمُ الْمَفْتُونُ } أي [أيكم الضال في تفسير الحسن؛ يجعل الباء صلة]. والمفتون الضال.

قال عز وجل: { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } أي: إنهم ضلال عن سبيل الهدى وإنك وأصحابك مهتدون. { فَلاَ تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ } إنهم كانوا يريدون أن يترك النبي عليه السلام ما جاء به.

قال عز وجل: { وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } قال الحسن: ودوا لو تدع هذا الأمر الذي بعثت به فيدعوه. [وتفسير بعضهم يقول: لو تداهن في دينكم فيداهنون في أديانهم. كانوا أرادوه على أن يعبد الله سنة ويعبد هو آلهتهم سنة].

قوله عز وجل: { وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حُلاَّفٍ } أي: مكثار في الشر { مَّهِينٍ } أي: ضعيف في الخير { هَمَّازٍ } أي: يهمز الناس بلسانه وعينه، أي يغتابهم { مَّشَّآءٍ بِنَمِيمٍ } أي: يفسد ذات البين { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ } أي: يمنع حق الله عليه، في تفسير الحسن. وقال بعضهم: مناع للإسلام. وتفسير مجاهد: { مَهِينٍ }: ضعيف القلب. وتفسيرالكلبي: { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ } يمنه نفسه وقرابته أن يتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قوله: { مُعْتَدٍ } من الاعتِداء، أي: ظالم { أَثِيمٍ } أي: آثم.