الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { قُلْ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } * { قُلْ هُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِنْدَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ }

قال تعالى: { أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ } أي: لا يبصر: موضع قدميه، وهذا مِثل الكافر. أي: هو أعمى عن الهدى { أَهْدَى } أي: هو أهدى { أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } أي: عدلا مهتديا يبصر حيث يسلك، على طريق مستقيم، وهو الطريق إلى الجنة. وهذا مَثَل المؤمن، أي: المؤمن أهدى من الكافر.

قال تعالى: { قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ } أي: خلقكم { وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } أي: أقلكم من يشكر، أي: أقلكم المؤمن.

{ قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ } أي: خلقكم في الأرض { وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } أي: يوم القيامة.

قال: { وَيَقُولُونَ } يعني المشركين { مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }.

قال الله لنبيه عليه السلام { قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللهِ } أي: علم الساعة. أي: متى الساعة، لا يعلم قيامها إلا هو { وَإِنَّمَآ أَنَا نَذِيرٌ } أي: أنذركم عذاب الله { مُّبِينٌ } أي أبيّن لكم عن الله.

قال الله تعالى: { فَلَمَّا رَأَوْهُ } يعني العذاب { زُلْفَةً } أي: قريباً، في تفسير الكلبي. وقال مجاهد: قد اقترب، وقال الحسن: عياناً { سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ } أي: ساء العذاب وجوههم { وَقِيلَ } [ لهم عند ذلك] { هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ } لقولهم:ائْتِنَا بِعَذَابِ اللهِ } [العنكبوت:29] استهزاء وتكذيباً.