الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } * { وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ ٱجْهَرُواْ بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ } * { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ ذَلُولاً فَٱمْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ } * { ءَأَمِنتُمْ مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } * { أَمْ أَمِنتُمْ مِّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ } * { وَلَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ }

قال الله تعالى: { فَاعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً } أي: فبعداً { لأَصْحَابِ السَّعِيرِ } أي: أهل السعير، أهل النار.

ثم قال: { إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ } أي: في السر، ومثلها في سورة ق:مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ } [سورة ق:33] أي: يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر منها. { لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ }.

قوله عز وجل: { وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُواْ بِهِ } أي: فهو يعلمه { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } أي: بما في الصدور.

{ أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ } على الاستفهام، أي: هو خلقكم فكيف لا يعلم سركم وعلانيتكم. { وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } فبلطفه خلق الخلق، وهو الخبير بأعمالهم.

قوله عز وجل: { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً } أي: [سهّل لكم السلوك فيها و] ذلّلها لكم. وهو كقوله: (فِرَاشاً) و (بِسَاطاً) و (مِهَاداً) { فَامْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا } أي: فامضوا في مناكبها، ومناكبها، جوانبها. وتفسير الحسن: جوانبها وطرقها، وقال الكَلْبِي: مناكبها: أطرافها. وقال بعضهم: نواحيها، وتفسير مجاهد: طرقها وفجاجها. قال: { وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ } أي: الذي أحل لكم { وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } أي: البعث.

قوله: { ءَأمِنتُم مَّن فِي السَّمَآءِ } على الاستفهام، يعني نفسه { أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ } أي: إنكم لا تأمنون ذلك { فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } أي: تتحرك حين تخسف بكم. { أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَآءِ } يعني نفسه، وهي مثل الأولى، أي لا تأمنون { أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً } أي: كما حصب قوم لوط، أي: بالحجارة التي أمطرها عليهم. قال تعالى: { فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرٌ }. وهذا تخويف. قال الحسن: يعني المشركين.

ثم قال للنبي عليه السلام: { وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي: من قبل قومك يا محمد { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } علىالاستفهام، أي: كان شديداً. ونكيري، أي: عقوبتي.