قوله: { إِنَّ اللهَ فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى } أي ينفلق عن النبات في تفسير الحسن. وقال مجاهد: هم الشّقّان اللذان فيهما. { يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخْرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ } قال مجاهد: هي النطفة والحبة. يخرج من النطفة الميتة الخلق الحي، ويخرج من الحبّة اليابسة النبات الحي، ويخرج النطفة الميّتة من الحيّ، ويخرج الحبة اليابسة من النبات الحي. وقال الحسن: يخرج المؤمن من الكافر ويخرج الكافر من المؤمن. { ذَلِكُمُ اللهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ } أي فكيف تُصرف عقولُكم. قوله: { فَالِقُ الإِصْبَاحِ } أي حين يضيء الصبح في تفسير الحسن ومجاهد. وقال الحسن: صَبَح وصَبْح وصُبْح وجماعتها الإِصْبَاح. ذكروا عن جابر بن عبد الله في قوله: { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } قال: فلق الصبح. ذكروا عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الفلق شجر في جهنم ". قوله: { وَجَعَلَ الَّيْلَ سَكَناً } أي يسكن فيه الخلق { وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً } كقوله:{ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ } [الرحمن:5]. قال الحسن: به تجري. وقال مجاهد: كحسبان الرحا، وهي أيضاً تجري. وقال بعضهم: الحسبان الشيء المعلّق؛ كقوله:{ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [الأنبياء:33] والفلك يدور دون السماء، يجري بها الفلك وَ { يَسْبَحُونَ }: يدورون. وقال بعضهم: { حُسْبَاناً } أي ضياء. وقال الكلبي: حساب منازل الشمس والقمر، أي من قبل الحساب، كل يوم بمنزل. قال: { ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ } أي العزيز في سلطانه، العليم بخلقه.