قوله: { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً } قال مجاهد: في صورة رجل حتى لا يعرفوا أنه ملك، ثم قال: { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ }. قال بعضهم: اللبس، الخلط، أي ولخلطنا عليهم ما يخلطون، لأنهم طلبوا أن يكون ملك مع آدمي. قال: { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً } ، أي لجعلنا ذلك الملك في صورة آدمي، ولو فعلنا ذلك لدخل عليهم اللبس في الملَكِ كما دخلهم اللبس في أمرك. قوله: { وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } فحاق بهم، أي وجب عليهم ونزل بهم استهزاؤهم، يعني عقوبة استهزائهم، فأخذهم العذاب بكفرهم واستهزائهم. قوله: { قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ } كان عاقبتهم أن دمّر الله عليهم ثم صيّرهم إلى النار. قوله: { قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ } [أي أوجبها]. ذكروا عن الحسن أن بني إسرائيل قالوا لموسى: سل لنا ربك هل يصلي لعلنا نصلي بصلاة ربنا، فقال: يا بني إسرائيل { اتَّقُوا اللهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }. فأوحى الله إليه: إنما أرسلتك لتبلّغهم عني وتبلّغني عنهم. قال: يا رب، يقولون ما قد سمعت: يقولون سل لنا ربك هل يصلي لعلنا نصلي بصلاة ربنا. قال: فأخبرهم أني أصلي، وَإِن صلاتي لَسَبْق رَحمتي غضبي، ولولا ذلك لهلكوا. ذكروا عن ابن عباس في قوله:{ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ } [الأحزاب: 43] قال: صلاة الله هي الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار. قوله: { لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ } أي لا شك فيه { الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }: أي خسروا أنفسهم فصاروا في النار.