الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ ٱلآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُلْ لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَآءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ } * { قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ يَقُصُّ ٱلْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْفَٰصِلِينَ } * { قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ ٱلأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِٱلظَّالِمِينَ }

قوله: { وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الأَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِينَ } أي: ولتستبين سبيل المشركين، بالآيات التي فصَّلها الله، فصَّل سبيل المهتدين من سبيل الضلالة.

قوله: { قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ } يعني الأوثان. { قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ } يعني إنما أعبد الله، ولا أتبع أهواءكم في عبادة الأوثان. { قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَا مِنَ المُهْتَدِينَ }.

قوله: { قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي } أي: النبوّة. { وَكَذَّبْتُم بِهِ } أي: بالقرآن { مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ } أي من العذاب لقولهم:عَجِّلْ لَّنَا قِطَّنَا } [سورة ص:16] أي عذابنا، ولقولهم:اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [الأنفال:32]، وأشباه ذلك. قال الله:وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالعَذَابِ } [الحج:47].

قوله: { إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ } أي: إِنِ القضاء إلا لله. { يَقُصُّ الحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الفَاصِلِينَ } أي: يحكم بالحق وهو خير الفاصلين. وهي تقرأ على وجه آخر، يقصّ الحق. من قبل القَصَص. والوجه الأول أحسنهما، لأنه ذكر في آخر الآية الفصل. فالفصل فصل القضاء، يقول: يقضي الحق. وهو خير الفاصلين، أي القاضين.

{ قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ } أي من عذاب الله { لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } الساعةَ فآتيكم بالعذاب { وَاللهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ } أي فهو يعلم أنكم ظالمون مشركون. وهو ظلم فوق ظلم وظلم دون ظلم.