قوله: { وَمَا نُرْسِلُ المُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ } يقول: مبشّرين بالجنة ومنذرين من النار. قال الحسن: مبشّرين إن هم آمنوا بالنعمة في الدنيا والجنة في الآخرة. وإن لم يؤمنوا أهلكهم الله بالعذاب في الدنيا وأدخلهم النار في الآخرة. قوله: { فَمَنْ ءَامَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ العَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } يعني بما كانوا يشركون. قوله: { قُلْ لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللهِ } أي علم خزائن الله الذي فيه العذاب، لقولهم:{ ائْتِنَا بِعَذَابٍ ألِيمٍ } [الأنفال:32]. قوله: { وَلاَ أَعْلَمُ الغَيْبَ } أي متى يأتيكم العذاب. قوله: { وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ } يعني من الملائكة، وإنما أنا بشر، تعرفونني وتعرفون نسبي، ولكني رسول الله. { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ } أي إنما أبلغ عن الله ما أمرني الله به. قوله: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالبَصِيرُ } يقول: لا يستوي الأعمى في الدين والبصير فيه. [هذا مثل المؤمن والكافر]، يقول كما لا يستوي البصير والذي لا يبصر، كذلك لا يستوي المؤمن والكافر. { أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ } وهذا على الاستفهام، أي إنهما لا يستويان. قوله: { وَأَنذِرْ بِهِ } أي بالقرآن { الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ } يعني المؤمنين. وهذا كقوله:{ إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ } [يس:11]، يقول: إنما يقبل منك من آمن. قوله: { لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ } أي من دون الله { وَلِيٌّ } يمنعهم من عذابه { وَلاَ شفِيعٌ } يشفع لهم إن لم يكونوا مؤمنين. { لَّعَلَّهُمْ } لعل المشركين { يَتَّقُونَ } هذا فيؤمنوا. قوله: { وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاوَةِ وَالعَشِيِّ } قرّة بن خالد عن الحسن قال: يعني صلاة مكة، حين كانت ركعتين غدوة وركعتين عشية، قبل أن تفرض الصلوات الخمس. وذكر بعضهم قال: نزلت في سلمان الفارسي وبلال وصهيب وخبّاب بن الأرتّ؛ قال: أشك في خبّاب، لا أدري في حديث بعضهم هو أو في حديث غيره. قرة بن خالد عن الحسن قال: إن المشركين من أهل الحرم قالوا للنبي عليه السلام: يا محمد، إنا قوم لنا أخطار وأحساب، فإن كنت تريد أن نجالسك ونسمع منك فاطرد عنا دعِيّ بني فلان ومولى بني فلان [لأناس كانوا دونهم في الذكر]، فإنا نستحيي أن نجالسهم؛ فأنزل الله: { وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاوَةِ وَالعَشِيِّ }. { يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } أي يريدون الله ورضوانه { مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ } أي إن طردتهم.