الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىۤ أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ } * { وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَفِي ٱلأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ }

قوله: { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ } قال: خلق آدم من طين، ثم جعل نسله بعد من سلالة من ماء مهين.

قوله: { ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِندَهُ } قضى أجلاً، يعني الموت، وأجل مسمّى عنده، ما بين الموت إلى البعث. فأنت يا ابن آدم بين أجلين من الله. وقال مجاهد: قضى أجلاً، أي: أجل الدنيا، وأجل مسمّى عنده، يعني الآخرة. قوله: { ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ } أي: تشكّون في الساعة.

قوله: { وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ } أي ما تعملون. يحذرهم سرَّهم وعلانيتَهم لأنه يعلم ذلك كله.

ذكروا عن الحسن قال: اجتمع أربعة أملاك فقال أحدهم: جئت من السماء السابعة من عند ربي. وقال أحدهم: جئت من الأرض السفلى من عند ربي، وقال أحدهم: جئت من المشرق من عند ربي، وقال أحدهم: جئت من المغرب من عند ربي، ثم تلا هذه الآية:هُوَ الأَوَّلُ وَالأَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [الحديد:3].

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أذن لي أن أحدّث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السفلى وعلى قرنه العرش، ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه خفقان الطير مسيرة سبعمائة سنة، وهو يقول سبحانك " قال بعضهم: بلغنا أن اسمه روفيل.

ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تتفكّروا في الله وتفكّروا فيما خلق ".