الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ ٱلأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }

قوله: { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ } والحنيف المخلص في تفسير الحسن. وفي تفسير الكلبي: المسلم.

قوله: { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي } قال بعضهم: (نُسُكِي): حجي وذبحي. قال: { وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ } قال: { لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ } أي من هذه الأمة.

قوله: { قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ } [وهذا جواب من الله للمشركين حيث دعوا النبي إلى أن يعبد ما كان يعبد آباؤهم] { وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا } أي على نفسها { وَلاَ تَزِرُ } أي: ولا تحمل { وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } والوزر: الذنب. أي لا يحمل أحد ذنب أحد. { ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } أي ما اختلف فيه المؤمنون والمشركون فيدخل المؤمنين الجنة ويدخل المشركين النار.

قوله: { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ }.

قال بعضهم: خَلَفاً بعد خلف. وقال الحسن: خلائف بعد الهالكين. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أنتم توافون سبعين أمة أنتم آخرها وأكرمها على الله ".

قوله: { وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } فيما أعطاكم [من الفضائل في الدنيا] { لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا ءَاتَاكُمْ } أي ليختبركم فيما أعطاكم { إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ العِقَابِ } أي إذا جاء الوقت الذي يريد أن يعذبهم فيه حين كذّبوا رسله { وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } غفّار لمن تاب من شركه وآمن، ومن تاب في الإِيمان من ذنوبه رحيم لهم.