الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَٰدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } * { وَقَالُواْ هَـٰذِهِ أَنْعَٰمٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَآ إِلاَّ مَن نَّشَآءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَٰمٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَٰمٌ لاَّ يَذْكُرُونَ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهَا ٱفْتِرَآءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }

قوله: { وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ المُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ } يعني الشياطين الذين عبدوهم من دون الله، لأن الشياطين هي التي حملتهم على عبادة أوثانهم، وإنما عبدوا الشياطين. قال الله: { إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً } أي: أمواتاً، يعني أوثانهم،وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً } [النساء:117] وقال:أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ } [يس:60] وقال:بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الجِنَّ } أي الشياطين من الجن. [سبأ:41].

وقال مجاهد: شركاؤهم: شياطينهم، أمروهم بقتل أولادهم خشية العَيْلة. وقال بعضهم: { وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ المُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ } يقول: شركاؤهم زيّنوا لهم قتل أولادهم.

قال: { لِيُرْدُّوهُمْ } أي ليبعدوهم عن الله. وقال بعضهم: ليُهْلِكوهم، وهو واحد. { وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ } أي وليخلطوا عليهم دينهم الذي أمرهم الله به. أي الإِسلام. { وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا فَعَلُوهُ } كقوله:وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لأَمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً } [يونس:99]. قال: { فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }.

قوله: { وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ } أي حرام { لاَ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نَّشَاءُ بِزَعْمِهِمْ } وهذا ما كان يأكل الرجال دون النساء، وتفسيره في الآية التي بعد هذه. قال: { وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا } وهو الحام في تفسير الكلبي. وقال الحسن: { وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا } هو ما حرَّموا من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام. وقد فسّرنا أمر الحام في سورة المائدة.

قوله: { وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا } قال الحسن: هو ما استحلوا من أكل الميتة وأشباه ذلك. وهو قوله:وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ } [الأنعام: 121]. قال: { افْتِرَاءً عَلَيْهِ } أي على الله { سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ } زعموا أن الله أمرهم بهذا.