الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا ٱضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُعْتَدِينَ } * { وَذَرُواْ ظَٰهِرَ ٱلإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْسِبُونَ ٱلإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ }

ثم قال: { وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ } أي: فكلوه فهو لكم حلال { وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } من الميتة والدم ولحم الخنزير... إلى آخر الآية { إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ } أي من تلك الأشياء التي حرّم. وقال بعضهم: إلا ما اضطررتم إليه من الميتة.

قال: { وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ } يعني المشركين، بغير علم أتاهم من الله ولا حجة. { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ } فهو يعلم أنكم أيها المشركون أنتم المعتدون، تعتدون أمر الله.

قال الكلبي: { فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُم بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ } فلما حرّم الله الميتة قال المشركون للمؤمنين: ما قتل الله لكم أحق أن تأكلوه أو ما قتلتم بسكاكينكم وأنتم زعمتم أنكم تعبدون الله ولا تأكلون ما ذبح لكم وتأكلون أنتم ممّا ذكرتم عليه اسم الله. فقال الله للمؤمنين: { وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } ، أي بيّن لكم ما حرّم عليكم.

قوله: { وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ }. قال الحسن: علانيته وسرّه. وقال بعضهم: قليلَه وكثيرَه وسرّه وعلاَنيّتَه. قال: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ } أي يعملون الإِثم { سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ } أي يكتسبون، أي يعملون.