تفسير سورة الأنعام وهي مكية كلها في قول بعضهم وقال الكلبي: إلا ثلاث آيات مدنيات في آخرها: { قُلْ تَعَالَوا اتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ }... إلى قوله: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحَمْدُ لِلَّهِ } حمد نفسه، وهو أهل للحمد. ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه ليس أحد أحبَّ إليه الحمد من الله ولا أكثر معاذير من الله " أي أنه قطع العذر الذي بينه وبين خلقه حتى لا يجدوا عذراً. قوله: { الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ } أي وخلق الظلمات والنور. الظلمات الليل، والنور ضوء النهار. قال بعضهم خلق السماوات قبل الأَرض، والنور قبل الظلمة، والجنة قبل النار. قال: { ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } يعني المشركين، عدلوا به الآلهة وهي أصنامهم التي عبدوها من دون الله. ذكروا عن كعب قال: فتحت التوراة بهذه الآية: { الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } وختمت بـ{ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً } [الإِسراء:111].