الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ }

{ لَّن تُغْنِيَ عَنْهُم أَمْوَالُهُمْ وَلآ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }.

قال تعالى: { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً } أي: يوم القيامة { فَيَحْلِفُونَ لَهُ } أي: إنهم كانوا في الدنيا مؤمنين، أي: بالآخرة، بالإِقرار الذي كان منهم { كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ } أنتم في الدنيا فتقبلون منهم { وَيَحْسَبُونَ } أي: يحسب المنافقون { أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ } أي: أن ذلك يجوز لهم عند الله كما جاز لهم عندكم في الدنيا إذا أقرّوا بإقراركم، وادّعوا ملتكم، فقالوا: إنهم مؤمنون حيث أقروا بالإِيمان وجرت عليهم أحكامه.

قال تعالى: { أَلآ إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ } أي: إذا ظنوا أنهم على شيء ولم يعملوا بفرائض الله ويوفوا كوفاء المؤمنين كقوله:يَآ أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ } [المائدة:68] أي: حتى تعملوا بما عهد إليكم ربكم في كتبه التي أنزل على أنبيائه. ثم قصد إلى المسليمن فقال: { وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ } يقول: وأنتم أيضاً يا معشر من أقر للنبي عليه السلام بما جاء لستم على شيء، أي: لستم مؤمنين حتى تقيموا ما أنزل إليكم من ربكم في كتابه الذي أنزل إليكم وما عهد إليكم على لسان نبيه.