قوله عز وجل: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } وفيها إضمار: خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، اليوم منها ألف سنة كقوله:{ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } [الحج:47]. قال: { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ }. ذكرو اعن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بين السماء السابعة وبين العرش كما بين سماءين " ذكروا عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس أنه قال: لا يعلم قدر العرش إلا الذي خلقه. قوله عز وجل: { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ } أي: ما يدخل في الأرض من المطر { وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا } أي: من النبات { وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَآءِ } أي: ومن وحي وغيره. { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا } أي: ما يصعد إليها من الملائكة وأعمال العباد. قال تعالى: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ } أي: يوم القيامة. قوله عز وجل: { يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ } وهو أخذ كل واحد منهما من صاحبه. { وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }. أي: بما في الصدور. قوله تعالى: { آمِنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ } أي بعد الأمم التي أهلك الله واستخلفكم في الذي كان في أيديهم. كقوله تعالى:{ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِمْ } [يونس:14] قال: { فَالَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَأَنْفِقُوا } أي: في سبيل الله { لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ } أي: الجنة.