الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ } * { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { يَخْرُجُ مِنْهُمَا ٱلُّلؤْلُؤُ وَٱلمَرْجَانُ }

{ فَبِأَيِّ آلآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } يعني الجن والإنس. قال الحسن: الإِنس كلهم من أولهم إلى آخرهم ولد آدم. والجن كلهم من أولهم إلى آخرهم ولد إبليس.

قوله عز وجل: { رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ } أي: مشرق الشتاء ومشرق الصيف، ومغرب الشتاء ومغرب الصيف. قال تعالى: { فَبِأَيِّ آلآءِ } أي نعماء { رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }.

قوله تعالى: { مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ } [تفسير قتادة: أفاض أحدهما في الآخر] { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ } [أي: بين العذب والمالح حاجز من قدرة الله لا يبغي أحدهما على صاحبه]. لا يبغي المالح على العذب فيختلط، ولا العذب على المالح فيختلط.

وقال بعضهم: بين البحرين المالحين بحر فارس وبحر الروم حاجز، أي: من الأرض. وتفسير الحسن: حاجز من الخلق لا يبغيان عليهم فيغرقانهم، وهو محبوس. { فَبِأَيِّ آلآءِ رَبِّكُمَا } أي نعماء ربكما { تُكَذِّبَانِ }.

قوله عز وجل: { يَخْرُِجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ } قال بعضهم: اللؤلؤ: الكبار، والمرجان الصغار. ذكر ذلك عن سعيد بن جبير وغيره.

وقال مجاهد: المرجان ما عظم من اللؤلؤ. وقال الكلبي: اللؤلؤ هو اللؤلؤ البسّذ. يعني العزل.

فمن فسّر بتفسير الكلبي فهو يقول: يخرج منهما، أي: من البحرين المالحين بحر فارس وبحر الروم، أي يخرج من بحر فارس اللؤلؤ، ويخرج من بحر الروم العزل. ومن جعلهما من صغار اللؤلؤ فهو يقول: { يَخْرُجُ مِنْهُمَا } أي: من أحدهما، أي: لا يعدوهما. كقوله تعالى:يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي } [الأنعام:130] يعني من الإنس. وقال في آية أخرى:وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } [الفرقان:53]. وقال:كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ } [الرحمن:58]. أي: صفاء الياقوت في بياض المرجان.