قوله عز وجل: { وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحِ بِالْبَصَرِ } كقول الله عز وجل:{ وَمَآ أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ } [النحل:77] أي: بل هو أقرب. تفسير الحسن: أي إذا جاء عذاب كفار آخر هذه الأمة بالنفخة الأولى. قوله عز وجل: { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ } أي: الذين على دينكم ومنهاجكم يقوله للمشركين: أي من أهلك من الأمم السالفة. { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } أي: من متفكر، يخوّفهم العذاب ويحذرهم. قوله عز وجل: { وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ } أي: في الكتب، أي: قد كتب عليهم. { وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ } أي: مكتوب مسطر. قوله عز وجل: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ } ، يعني جميع الأنهار، كقوله عز وجل:{ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَآئِهَا } [الحاقة:17] يعني بالملك جماعة الملائكة. وكقوله:{ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } [النحل: 16] يعني جماعة النجوم. وكقوله:{ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ } [النور:41] يعني جماعتها. وأنهار الجنة تجري في غير أخدود: الماء والعسل واللبن والخمر، وهو أبيض كله. فطين النهر مسك أذفر، ورضراضه الدر والياقوت، وحافاته قباب اللؤلؤ. قال تعالى: { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }. أي عند الله. أي: إن الجنة في السماء والنار في الأرض.