الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } * { وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ } * { وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّنَ ٱلأَنبَآءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } * { حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ ٱلنُّذُرُ } * { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ } * { خُشَّعاً أَبْصَٰرُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ }

قال تعالى: { وَإِن يَرَوْاْ آيَةً } يعني المشركين { يُعْرِضُواْ } أي: عنها. { وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } أي: ذاهب. وذلك قولهم:فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ } [الأنبياء:5].

قال عزّ وجلّ: { وَكَذَّبُواْ وَاتَّبَعُواْ أَهْوَآءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ } أي: لأهله إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.

قال تعالى: { وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّنَ الأَنبَآءِ } أي: من الأخبار، أخبار الأمم السالفة حين كذبوا رسلهم فأهلكم الله { مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } أي: عمَّا هم عليه من الشرك ومن التكذيب.

قال تعالى: { حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ } أي: القرآن { فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ } أي عمن لم يؤمن. كقوله:وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤمِنُونَ } [يونس:101].

قال تعالى: { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُو الدَّاعِ } أي: صاحب الصور { إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ } أي: إلى شيء عظيم. { خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ } أي: فتولَّ عنهم في الدنيا فستراهم يوم القيامة خشعاً أبصارهم: أي ذليلة أبصارهم. وكان هذا قبل أن يؤمر بقتالهم. { يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ } أي: من القبور { كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } شبههم بالجراد إذا أدركه الليل لزم الأرض، فإذا أصبح وطلعت الشمس انتشر.