قوله: { إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلاَئِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنثَى وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ } أي بأنهم إناث ولا بأنهم بنات الله. { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ } أي إن ذلك منهم ظن. قال: { وَإِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الحَيَاةَ الدُّنْيَا } أي: تغنيهم. وهي منسوخة، نسختها آية القتال، هي قوله:{ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمَوهُمْ } [التوبة:5].
قال: { ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ } أي إن علمهم لم يبلغ الآخرة. كقوله عز وجل:{ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ في شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ } [النمل:66]. وقال مجاهد: { ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ } أي: [مبلغ] رأيهم.
قوله عز وجل: { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ } أي: إن المشركين هم الذين ضلوا عن سبيله { وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى } أي: إن النبي والمؤمنين هم المهتدون.
{ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَآءُوا } أي: أشركوا { بِمَا عَمِلُوا } أي: ليجزيهم النار { وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا } أي آمنوا { بِالْحُسْنَى } أي: الجنة.