قال عز وجل: { أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ } أي: لم يخلقوها. { بَل لاَّ يُوقِنُونَ } بالبعث. { أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ } يعني علم الغيب { أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ } أي: الأرباب. وقال بعضهم: أم هم المصيطرون. أي: إن الله هو الرب، تبارك اسمه. { أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ } أي: درج { يَسْتَمِعُونَ فِيهِ } أي: إلى السماء { فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } أي: بحجة بينة بما هم عليه من الشرك، أي: إنه ليس لهم بذلك حجة. { أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ } وذلك لقولهم إن الملائكة بنات الله، وجعلوا لأنفسهم الغلمان. كقوله: { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ } أي البنات { وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى } أي الغلمان{ لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ } [النحل:62]. قال عز وجل: { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا } أي: على القرآن. { فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } فقد أثقلهم الغرم الذي تسألهم، أي: إنك لا تسألهم أجراً. { أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ } يعني علم غيب الآخرة { فَهُمْ يَكْتُبُونَ } أي: لأنفسهم ما يتخيرون من أمر الآخرة، أي الجنة، إن كانت جنة. ومعنى قولهم كقول الكافر:{ وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عَندَهُ لَلْحُسْنَى } [فصلت:50] أي: الجنة إن كانت. أي: ليس عندهم غيب الآخرة. قوله عز وجل: { أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا } أي: بالنبي، أي: قد أرادوه، وذلك ما كانوا يتآمرون فيه { فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ } كقوله:{ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً } [الطارق:15-16] أي: إن الله يكيدهم، أي يجازيهم جزاء كيدهم وهو العذاب.