الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ خَلَقُواْ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ } * { أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ ٱلْمُصَيْطِرُونَ } * { أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { أَمْ لَهُ ٱلْبَنَاتُ وَلَكُمُ ٱلْبَنُونَ } * { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } * { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ } * { أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ }

قال عز وجل: { أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ } أي: لم يخلقوها. { بَل لاَّ يُوقِنُونَ } بالبعث.

{ أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ } يعني علم الغيب { أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ } أي: الأرباب. وقال بعضهم: أم هم المصيطرون. أي: إن الله هو الرب، تبارك اسمه.

{ أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ } أي: درج { يَسْتَمِعُونَ فِيهِ } أي: إلى السماء { فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } أي: بحجة بينة بما هم عليه من الشرك، أي: إنه ليس لهم بذلك حجة.

{ أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ } وذلك لقولهم إن الملائكة بنات الله، وجعلوا لأنفسهم الغلمان. كقوله: { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ } أي البنات { وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى } أي الغلمانلاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ } [النحل:62].

قال عز وجل: { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا } أي: على القرآن. { فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } فقد أثقلهم الغرم الذي تسألهم، أي: إنك لا تسألهم أجراً.

{ أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ } يعني علم غيب الآخرة { فَهُمْ يَكْتُبُونَ } أي: لأنفسهم ما يتخيرون من أمر الآخرة، أي الجنة، إن كانت جنة. ومعنى قولهم كقول الكافر:وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عَندَهُ لَلْحُسْنَى } [فصلت:50] أي: الجنة إن كانت. أي: ليس عندهم غيب الآخرة.

قوله عز وجل: { أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا } أي: بالنبي، أي: قد أرادوه، وذلك ما كانوا يتآمرون فيه { فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ } كقوله:إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً } [الطارق:15-16] أي: إن الله يكيدهم، أي يجازيهم جزاء كيدهم وهو العذاب.