{ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ } أي في الدنيا { فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } أي: خائفين وجلين من عذاب الله { فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ } أي: في الدنيا { نَدْعُوهُ } أن يقينا عذاب السموم. { إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } أي: برّ بالمؤمنين، رحيم بهم. في تفسير الحسن. وقال بعضهم: البر الصادق. قوله عز وجل: { فَذَكِّرْ } أي: بالقرآن { فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ }. قوله عز وجل: { أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ } أي: قد قالوا: نتربّص به الدهر حتى يموت، في تفسير الحسن. وقال مجاهد: يعني حوادث الدهر. قال الله عزّ وجلّ لنبيه عليه السلام { قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ } أي: كانوا يتربصون بالنبي عليه السلام أن يموت، وكان النبي يتربّص بهم أن يأتيهم العذاب. قال الله عز وجل: { أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاَمُهُم بِهَذَا } أي: بالتكذيب، أي: ليست لهم أحلام { أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } أي: بل هم قوم طاغون، أي: إن الطغيان يأمرهم بهذا؛ والطغيان الشرك. { أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ } يعني محمداً، أي القرآن تقوله محمد، أي قد قالوه. قال الله عز وجل: { بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ } أي: بحديث مثل القرآن. { إِن كَانُوا صَادِقِينَ } أي: لا يأتون بمثله، وليس ذلك عندهم. قال عز وجل: { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ } أي: لم يُخلَقوا من غير شيء، إنا خلقناهم من نطفة، وأول ذلك من تراب. قال عز وجل: { أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ } أي: ليسوا بالخالفين، وهم مخلوقون.