الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَفِرُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { كَذَلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } * { أَتَوَاصَوْاْ بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } * { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ } * { وَذَكِّرْ فَإِنَّ ٱلذِّكْرَىٰ تَنفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } * { مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ } * { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ }

قال عز وجل: { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ } أي: إلى دين الله، أمر الله النبي عليه السلام أن يقولها لهم. قال: { إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } أي: إنه يعذّبكم إن كفرتم.

{ وَلاَ تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }.

قوله عز وجل: { كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم } أي: من قبل قومك يا محمد، أي هكذا ما أتى الذين من قبلهم { مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } كما قالوا لك.

{ أَتَوَاصَوْا بِهِ } على الاستفهام، أي: لم يتواصوا به، لأن الأمة الأولى لم تدرك الأمة الأخرى، أهلكهم الله بالعذاب، ثم أبقى الأخرى بعدهم قال عز وجل: { بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } أي: مشركون، وهو من الطغيان.

قوله عز وجل: { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } أي: فأعرض عنهم. وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم { فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ } أي: في الحجة، فقد أقمتها عليهم. { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } أي: إنما يقبل التذكرة المؤمنون.

قوله عز وجل: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } تفسير ابن عباس: إلا ليُقِروا لي بالعبودية. قال بعضهم: كقوله:وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ } [الزخرف:87].

وتفسير الحسن: على ابتلاء؛ كقوله عزّ وجلّ:إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ } أي: بصَّرناه سبيل الهدى وسبيل الضلالةإِمَّا شَاكِراً } أي: مؤمناًوَإِمَّا كَفُوراً } [الإنسان:2-3] أي: مشركاً أو منافقاً. وتفسير الكلبي: إنها خاصة لمن خلقه الله [مؤمناً].

قال عز وجل: { مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ } أي أن يرزقوا أنفسهم، { وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ } أي أنفسهم. { إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ } في أمره وفي خلقه وفيما يحكم { الْمَتِينُ } أي: الذي لا تضعف قوته.