قال عز وجل: { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ } أي: إلى دين الله، أمر الله النبي عليه السلام أن يقولها لهم. قال: { إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } أي: إنه يعذّبكم إن كفرتم. { وَلاَ تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }. قوله عز وجل: { كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم } أي: من قبل قومك يا محمد، أي هكذا ما أتى الذين من قبلهم { مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } كما قالوا لك. { أَتَوَاصَوْا بِهِ } على الاستفهام، أي: لم يتواصوا به، لأن الأمة الأولى لم تدرك الأمة الأخرى، أهلكهم الله بالعذاب، ثم أبقى الأخرى بعدهم قال عز وجل: { بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } أي: مشركون، وهو من الطغيان. قوله عز وجل: { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } أي: فأعرض عنهم. وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم { فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ } أي: في الحجة، فقد أقمتها عليهم. { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } أي: إنما يقبل التذكرة المؤمنون. قوله عز وجل: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } تفسير ابن عباس: إلا ليُقِروا لي بالعبودية. قال بعضهم: كقوله:{ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ } [الزخرف:87]. وتفسير الحسن: على ابتلاء؛ كقوله عزّ وجلّ:{ إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ } أي: بصَّرناه سبيل الهدى وسبيل الضلالة{ إِمَّا شَاكِراً } أي: مؤمناً{ وَإِمَّا كَفُوراً } [الإنسان:2-3] أي: مشركاً أو منافقاً. وتفسير الكلبي: إنها خاصة لمن خلقه الله [مؤمناً]. قال عز وجل: { مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ } أي أن يرزقوا أنفسهم، { وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ } أي أنفسهم. { إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ } في أمره وفي خلقه وفيما يحكم { الْمَتِينُ } أي: الذي لا تضعف قوته.