قال: { فَأَخْرَجْنَا } أي: فأنجينا { مَن كَانَ فِيهَا } أي: في قرية لوط { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ } أي أهل بيت لوط، أي في القرية، ومن كان معه من المؤمنين. قال تعالى: { وَتَرَكْنَا فِيهَا } أي: في إهلاكنا إياها { آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيمَ } أي فيحذرون أن ينزل بهم ما نزل بهم. قال عز من قائل: { وَفِي مُوسَى } [أي: وتركنا في أمر موسى] { إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } أي بحجة بينة { فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ } أي: بقومه. وقال الكلبي: بجنوده { وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } يعني موسى. قال تعالى: { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ } أي: في البحر، أي: أغرقناهم في البحر { وَهُوَ مُلِيمٌ } أي: وهو مذنب، يعني فرعون، وذنبه الشرك، وهو الذنب العظيم. قال عز من قائل: { وَفِي عَادٍ } [أي وتركنا في عاد أيضاً آية] { إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ } أي: التي لا تلقح سحاباً ولا شجراً، وهي الدبور. { مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ } أي: مما مرت به، وهذا إضمار { إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ } أي: كرميم الشجر. { وَفِي ثَمُودَ } وهي مثل الأولى { إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ } أي: إلى حين أي: إلى آجالكم بغير عذاب إن آمنتم، وإن عصيتم عذبتم. كقول نوح عليه السلام:{ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُم إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } [نوح:3-4] فتموتوا من غير عذاب إن آمنتم.