الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَبِٱلأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } * { وَفِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لَّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ }

قوله عز وجل: { وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } أي: يصلون.

ذكروا عن ابن عمر أنه كان يصلي من الليل، حتى إذا أسحر قال: يا نافع، أأسحرت؟ فإذا قال نعم، جلس يستغفر.

ذكروا عن الحسن عن أبي موسى الأشعري قال: إنا نستفتح على العدو بصلاة أقوام من السحر.

ذكروا عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله عز وجل: إن من أحب أحبائي المشاءين إلى المساجد، المستغفرين بالأسحار، المتحابين فيَّ، أولئك الذين إذا أردت بأهل الأرض سوءاً فذكرتهم صرفته عنهم بهم ".

ذكر غير واحد في تفسير هذه الآية في قول يعقوب لبنيه:سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي } [يوسف:98] أي: أَخَّرَهم إلى السحر.

قال تعالى: { وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ }. أما السائل فالذي يسأل، وأما المحروم فإن تفسير الحسن فيه أنه المتعفف القاعد في بيته، الذي لا يسأل.

ذكروا عن ابن عباس أنه قال: المحروم المحارف الذي لا سهم له.

وقال بعضهم: هم أصل الصّفّة، صفّة مسجد النبي عليه السلام، كانوا لا يقدرون أن يغزوا مع النبي عليه السلام فحلّ لهم من الصدقة قبل أن يسمى أهلها في سورة براءة.

وقال بعض العلماء: الجهاد إنما فرض بالمدينة، وهذه السورة كلها مكية. والله أعلم بهذا التفسير الذي قيل في أصحاب النبي عليه السلام.

وقال مجاهد: (المَحْرُومُ): المحارَف.