الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِٱلْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ ٱلأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي ٱلصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ }

تفسير سورة المَائِدَة وهي مدنية كلها

{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }. قوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ } يعني عقود الجاهلية. ويقال: ما كان من عقد في الجاهلية، فإن الإِسلام لا يزيده إِلا شدّة، ولا حلف في الإِسلام، يقول: إلا ما نسخ منها. وقد فسْرنا نسخ تلك الأشياء المنسوخة في مواضعها. منها:وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ } [النساء:33]. قال بعضهم: كان يقال: الحلف في الإِسلام لا يزيده الإِسلام إلا ذلاً، وإنه من تعزز بمعاصي الله أذلّه الله. وقال بعضهم: العهد فيما بين الناس.

وقال الكلبي: ما أخذ الله على العباد من العهد فيما أحلّ لهم وحرّم عليهم.

قوله: { أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ }. والأنعام: الإِبل والبقر والغنم. { إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ } أي إلا ما يقرأ عليكم، أي: منالْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ } نزلت هذه الآية [المائدة:3] التي حرّمت هذه الأشياء قبل الآية الأولى: { أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ } من هذه الأشياء التي سمّى، وهي قبلها في التأليف.

قال بعضهم: البهيمة: ما في بطونها؛ إذا أشعر فكله.

قال: { غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ } أي من غير أن تحلوا الصيد وأنتم حُرُم. قال مجاهد: لا يحل لأحد الصيد وهو محرم. قال: { إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ } قال الحسن: هو حكم الله الذي يحكم، والله يحكم ما يريد.