الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ } * { قُلْ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ }

قال تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ } أي الذين صدقوا الله وصدقوا رسوله في كل ما تعبدهم به من قول وعمل { ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا } أي: لم يشكّوا { وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ } أي: الذين هذه صفتهم { هُمُ الصَّادِقُونَ } أي: المستكملو فرائض الله، الموفون بها، فهم المؤمنون؛ أي: ليسوا كالمنافقين الذين أقروا بالله بألسنتهم وخالفوا النبي والمؤمنين في أعمالهم.

قوله عز وجل: { قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ } أي إن دينكم الذين عليه عقدكم ترك الوفاء والتضييع والخيانة. قال تعالى: { وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }.

قوله عز وجل: { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لاَّ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاَمَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ } أي بأن هداكم للإيمان { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أي: إن كنتم مؤمنين. أي: إنكم لستم بصادقين ولستم بمؤمنين حتى تستكملوا القول والعمل جميعاً. كقوله عز وجل: { يَا أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا } أي: أقروا ولم يعملوا { اتَّقُوا اللهَ } أي: اخشوا الله { وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } أي: أهل الوفاء والاستكمال لفرائض الله الذين صدقوا بالقول والعمل، وهم المؤمنون أهل الصدق والوفاء.

وقال الكلبي: هم المنافقون، وكانوا يكثرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم ويقولون: أتيناك يا رسول الله بالذراري والأموال مسلمين، وإنما يأتيك من يأتيك على رحالهم، فلنا عليك حق بإسلامنا وإقبالنا عليك بالذراري، وأكثروا في ذلك وقال تعالى: { قُل لاَّ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاَمَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }. كانوا يحلفون بالله إنهم لمؤمنون وليسوا بمؤمنين. قال الكلبي: وهي متصلة بالقصة الأولى؛ قالت الأعراب آمناً... إلى قوله: { قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللهَ بِدِينِكُم }.