الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـٰذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ ٱلنَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } * { وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً }

قوله عزّ وجل: { وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا } أيها المؤمنون { فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ } أي: خيبر { وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ } وهم أسد وغطفان إذ كانوا حِلْفاً وأهلَ خيبر. وكان الله وعد نبيّه خيبر، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوجّهوا راياتهم إذا أصبحوا إلى غطفان وأسد. فبلغهم ذلك. وألقى الله في قلوبهم الرعب, فهربوا من تحت ليلتهم، وهو قوله عزّ وجل: { وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ... } إلى آخر الآية. وهذا تفسير الكلبي.

وقال الحسن: { وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا }: غنيمة خيبر، { وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا }. أي: يأخذها المؤمنون إلى يوم القيامة في تفسير الحسن ومجاهد قال: { فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ } أي: غنيمة خيبر، { وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ }. قال: { وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ }؛ وذلك أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذوا قافلة من المشركين من أهل مكة، فأتوا بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألكم علينا عهد؟ قالوا: لا. قال: أليس دماؤكم حلالاً؟ قالوا: بلى، فتركهم. وقال الحسن: { وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ } يعني مشركي أهل مكة.

قال تعالى: { وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ } أي: ما صنع النبي عليه السلام من تركه القوم الذين ترك. { وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا } أي: الإسلام، وهو الطريق المستقيم إلى الجنة.

قال: { وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا } بعدُ { قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا } أي: علم أنكم ستظفرون بها وتفتحونها، يعني كل غنيمة يغنمها المسلمون إلى يوم القيامة. { وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا }.