الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً } * { لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }

تفسير سورة الفتح، وهي مدنية كلها

{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قوله: { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا } قال بعضهم: هو فتح مكة. وقال الكلبي: هو فتح يوم الحديبية. ظهر فيه نبي الله على المشركين بعد حبس الهدي أن يبلغ مَحلّه، وظهر عليهم المسلمون حتى دخلوا دورهم وسأل المشركون الصلح. وتفسير هذا الظهور بعد هذا الموضع. وتفسير مجاهد: إنه نحره بالحديبية وحلقه رأسه.

ذكروا عن أنس بن مالك أن هذه الآية { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا } نزلت على النبي عليه السلام مرجعَه من الحديبية، وأصحابه مخالطو الحزن والكآبة، قد حيل بينهم وبين مناسكهم، ونحروا الهدي بالحديبية، فقال: لقد نزلت عليّ آية لهي أحَبّ إلي من الدنيا جميعاً. فتلاها عليهم رسول الله فقال رجل من القوم: هنيئاً مريئاً لك يا رسول الله، لقد بيّن الله لنا ما يفعل بك، فماذا يفعل بنا. فأنزل الله { لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ }... إلى آخر الآية.