الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوۤاْ أَعْمَالَكُمْ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ } * { فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلسَّلْمِ وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } * { إِنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَٰلَكُمْ } * { إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُواْ وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ }

قوله: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ } وهذا علم الفِعال { وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } أي: نختبركم فنعلم من يصدق منكم فيما أعطى من الإيمان ومن يكذب ممن لا يوفى بما أقرّ به من العمل لله.

قوله عز وجل: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ } أي: عن الإسلام { وَشَاقُّوا الرَّسُولَ } أي: فارقوا الرسول وعادوه { مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى } أي من بعد ما قامت عليهم الحجة { لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا } أي: بكفرهم { وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ } أي: في الآخرة، يعني ما كان من عمل حسن عملوه في الدنيا.

قوله: { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ }. ذكروا أنّ رجلاً كان على عهد النبي عليه السلام يصوم ويصلي، وكان في لسانه شيء، فقال له النبي عليه السلام: يا فلان إنك تبني وتهدم.

قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ }.

قوله عز وجل: { فَلاَ تَهِنُوا } أي: لا تضعفوا في الجهاد { وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ } أي: إلى الصلح. أي: لا تدعوا إلى الصلح { وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ } أي: الظاهرون المنصورون؛ يقوله للمؤمنين. وهذا الحرف يقرأ بوجه آخر: إلى السِّلْم، أي: إلى الإسلام. قال: { وَاللَّهُ مَعَكُمْ } أي: ناصركم { وَلَن يَتِرَكُمْ } أي: ولن يظلمكم { أَعْمَالَكُمْ }.

قوله عز وجل: { إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } أي: إن أهل الدنيا، يعني المشركين الذين لا يريدون غيرها أهل لعب ولهو، سبتهم الدنيا، وليسوا بأهل الآخرة.

ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " { وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ } أي: ثوابكم { وَلاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ } أي: إن محمداً لا يسألكم أموالكم. { إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ } بالمسألة { تَبْخَلُوا } أي: لو سألكم أموالكم لبخلتم بها. { وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ } أي: عداوتكم. وهي تقرأ على وجه آخر: { وَتَخْرُجُ أَضْغَانُكُمْ }.