قال: { فَهَلْ عَسَيْتُمْ } يعيبهم { إِن تَوَلَّيْتُمْ } عن الجهاد في سبيل الله { أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } أي: تقتلوا قرابتكم.
قال: { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ } عن الهدى { وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } عنه.
قال: { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } أي: إنَّ على قلوب أقفالَها، وهو الطبع الذي طبع الله على قلوبهم بكفرهم.
قوله عزّ وجلّ: { إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى } أي: من بعد ما أقروا بالإيمان وقامت عليهم الحجة بالنبي والقرآن، يعني المنافقين { الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ } [أي: زيّن لهم] { وَأَمْلَى لَهُمْ }. تفسير الحسن: وسوس إليهم أنكم تعيشون في الدنيا بغير عذاب، ثم تموتون وتصيرون إلى غير عذاب.
قال: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ } أي: قال المنافقون للمشركين { سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ } أي: سنَعتلّ بعِلل يقبلها منا [المؤمنون] فنتخلف عن قتالكم فلا نقاتلكم، فاتّفقوا على ذلك في السّرّ؛ كقوله: { وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ } أي: إلى قادتهم ورؤسائهم { قَالُواْ إِنَّا مَعَكمْ } أي: في المودّة والهوى{ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ } [البقرة:14] أي: مخادعون.
قال بعضهم: { سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ } أي في الشرك، وافقوهم على الشرك في السّرّ.
قال: { وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ }.