الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } * { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ ٱلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ } * { طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }

قال: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ } أي: في الدنيا { وَمَثْوَاكُمْ } إذا صرتم إليه. والمثوى المنزل الذي يثوون فيه، أي: لا يزولون عنه.

قوله عزّ وجلّ: { وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلاَ } أي: هلاّ { نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ } والمحكمة المفروضة { وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ } وهي كل سورة فرض فيها القتال، أي أُمِرَ به { رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } يعني المنافقين { يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ } أي: خوفاً منه وكراهية للقتال. كقوله:يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ } [المنافقون:4].

قال: { فَأَوْلَى لَهُمْ } وهذا وعيد من الله لهم: ثم انقطع الكلام. ثم قال: { طَاعَةٌ } أي: طاعة لله ورسوله { وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } أي: خير لهم مما هم عليه من النفاق.

قال: { فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ } أي: بالجهاد في سبيل الله { فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ } فكان عزمهم في الجهاد صدقاً { لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ } يعني به المنافقين.