الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ }

قوله عزّ وجلّ: { مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ } أي: مثل صفة الجنة { فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ } أي: غير متغيّر { وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ } أي: لم يخرج من ضروع المواشي فيتغيّر. { وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ } أي: لم يعصره الرجال بأقدامهم { لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى } أي: لم يخرج من بطون النحل.

ذكروا عن كعب أنه قال: دجلة في الجنة لبن أغزر ما يكون من الأنهار التي سمّى الله، والفرات خمر أغزر ما يكون من الأنهار التي سمّى الله، والنيل عسل أغزر ما يكون من الأنهار التي سمّى الله، وجيحان ماء أغزر ما يكون من الأنهار التي سمّى الله.

ذكروا أن أربعة أنهار من الجنة: سيحون وجيحون والنيل والفرات.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر في حديث ليلة أسرِيَ به قال: " ثم رفعت لنا سدرة المنتهى، فإذا ورقها مثل آذان الفيلة، ونبقها مثل قلال هجر. وإذا أربعة أنهار يخرجون من أصلها: نهران باطنان، ونهران ظاهران. قلت يا جبريل: ما هذه الأنهار؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات ".

قوله: { وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ } تفسير الحسن: ما يعرفونها في الدنيا وما لا يعرفون. وتفسير بعضهم في قوله:كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ } [البقرة:25] أي: في الدنيا، يعرفونه باسمه.

قال بعضهم: أهبط الله من الجنة إلى الأرض ثلاثين ثمرة؛ عشرة يؤكل داخلها ولا يؤكل خارجها، وعشرة يؤكل خارجها ولا يؤكل داخلها، وعشرة يؤكل داخلها وخارجها.

قال: { وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ }. وهذا على الاستفهام. يقول: أهؤلاء المتّقون الذين وُعِدوا الجنة فيها ما وصف الله، كمن هو خالد في النار كما وصف الله، أي: ليسوا سواء.