الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا } * { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَأَنَّ ٱلْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ } * { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلأَنْعَامُ وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } * { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ } * { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَاءَهُمْ }

قوله عز وجل: { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ } أي: أهلكهم الله { وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا } يعني عاقبة الذين من قبلهم. أي الذين تقوم عليهم الساعة، كفار آخر هذه الأمة، يهلكون بالنفخة الأولى.

قال الله عز وجل: { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا } أي: وليّهم { وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ } أي: لا ولي لهم إلا الشيطان، فإنه وليّهم. وأما قوله:ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ } [الأنعام:62] فمعناه مالكهم، وليس هو من باب ولاية الله للمؤمنين. وقال:اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ } [البقرة:257].

قال: { إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ } أي: أنهار الجنة تجري في غير خدود: الماء والعسل واللبن والخمر، وهو أبيض كله؛ فطينة النهر مسك أذفر، ورضراضه الدر والياقوت، وحافاته قباب اللؤلؤ.

قال: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ } أي: في الدنيا { وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ } وهي غافلة عن الآخرة. قال: { وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } أي: منزل للذين كفروا.

ذكروا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " المؤمن يأكل في مِعًى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء ".

قوله عزّ وجلّ: { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ } أي: وكم من قرية { هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً } أي: أهلها كانوا أشد قوة { مِّن قَرْيَتِكَ } أي: من أهل قريتك { الَّتِي أَخْرَجَتْكَ } يعني مكة، أخرجك أهلها { أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ } أي: يمنعهم منا.

قوله: { أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ }. وهذا المشرك، أي: ليسوا بسواء.