الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { قَالَ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِندَ ٱللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ } * { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَىٰ إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ }

{ قَالُوا } أي قال له قومه { أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا } أي: لتصرفنا { عَنْ آلِهَتِنَا } أي: عن عبادتها: وهذا منهم على الاستفهام. أي: قد فعلت { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } أي: إنه كان يعدهم بالعذاب إن لم يؤمنوا.

{ قَالَ } لهم { إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ } أي: علم متى يأتيكم العذاب. { وَأُبَلِّغُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ }.

قوله: { فَلَمَّا رَأَوْهُ } أي رأوا العذاب { عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا } أي: حسبوه سحاباً، وكان قد أبطأ عنهم المطر.

قال الله عز وجل: { بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ } أي: لما كانوا يستعجلون به هوداً من العذاب استهزاءً وتكذيباً. فقال: بل هو ما استعجلتم به { رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا } أي: تدمر كل شيء أمرت به، وهي ريح الدبور.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور " وذكروا عن ابن عباس عن النبي عليه السلام مثل ذلك.

قال الله: { فَأَصْبَحُوا لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ } يقوله للنبي عليه السلام؛ أي: لا تبصر إلا مساكنهم. وهي تقرأ على وجه آخر: { لاَ تُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ } أي: قد هلكت وبقيت مساكنهم. وهي تقرأ على وجه ثالث: { فَأَصْبَحُوا لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ }. قال الله: { كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ } أي: المشركين.