الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِيۤ أَصْحَابِ ٱلْجَنَّةِ وَعْدَ ٱلصِّدْقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ } * { وَٱلَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَآ أَتَعِدَانِنِيۤ أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ ٱلْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ ٱللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ }

قال: { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ } أي: مع أصحاب الجنة { وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ } أي: في الدنيا، وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار.

قوله عزّ وجلّ: { وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ } أي: أن أبعث { وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي } أي: فلم يبعثوا. قال: { وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ } أي يقولان له: ويلك آمن { إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ } أي القيامة، { فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ } أي: كذب الأولين وباطلهم.

نزلت في عبدالرحمن بن أبي بكر قبل أن يسلم، وفي أبويه أبي بكر وامرأته أم رومان، وهي أم عائشة، كانا يقولان له قبل أن يسلم هذا القول، فيقول هو هذا القول الذي أجابهما به.

قال الله عز وجل جواباً لقول عبد الرحمن في القرون التي قد خلت فلم يبعثوا: { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ } [أي: وجب عليهم الغضب] { فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ } أي: مع أمم قد خلت { مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ } صاروا إلى النار { إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ }.