الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِ يُؤْمِنُونَ } * { وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } * { يَسْمَعُ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } * { وَإِذَا عَلِمَ مِنْ ءَايَٰتِنَا شَيْئاً ٱتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } * { مِّن وَرَآئِهِمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُواْ شَيْئاً وَلاَ مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْلِيَآءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } * { هَـٰذَا هُدًى وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَٰتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ }

قال الله عز وجل: { تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ } أي: يصدقون. أي: ليس بعد ذلك إلا الباطل. كقوله:فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ } [يونس:32].

قوله: { وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ } أي: كذّاب { أَثِيمٍ } يعني المشرك { يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ } على ما هو عليه من الشرك { مُسْتَكْبِرًا } أي: عن عبادة الله { كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا } يعني آيات الله، أي: بلى قد سمعها وقامت عليه الحجة بها. وقال مجاهد: يعني جميع المصرّين. { فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } أي: موجع.

قال: { وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا } قال بعضهم هو النضر بن الحارث { أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }.

{ مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ } أي: أمامهم، كقوله:وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ } [سورة إبراهيم:17]. وهي كلمة عربية، تقول للرجل: من ورائك كذا، لأمر سيأتي عليه. قال: { وَلاَ يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا }. تفسير الحسن: ما عملوا من الحسنات يبطل الله أعمالهم في الآخرة. قال: { وَلاَ مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء } قال: ولا يغني عنهم تلك الأوثان التي عبدوها من دون الله شيئاً { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.

قوله: { هَذَا } يعني القرآن { هُدًى } أي: يهتدون به إلى الجنة { وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ } أي: موجع.