قال: { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } هو المشرك اتخذ إلهه هواه فعبد الأوثان من دون الله، وبعضهم يقرأها { اتَّخَذَ ءَالِهَةً هَوَاهُ } قال: { وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ } أي: بكفره فلا يسمع الهدى سمع قبول. { وَقَلْبِهِ } أي: وختم على قلبه، أي: فلا يفقه الهدى. { وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً } فلا يبصر الهدى { فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ } أي: لا أحد. قال: { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } يقوله للمشركين.
قوله عز وجل: { وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا } أي: نموت ونولد. [قال محمد: يموت قوم ويحيى قوم] { وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ } قال مجاهد: وما يهلكنا إلا الزمان. أي: هكذا كان أمر من قبلنا، وكذلك نحن نموت ولا نبعث.
قال الله تعالى: { وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ } أي: بأنهم لا يبعثون { إِنْ هُمْ إِلاَ يَظُنُّونَ } أي: إِنْ ذلك منهم إلا ظن.
قوله: { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا } أي: القرآن { بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أي: فأحيوا آباءنا حتى نصدّقكم بمقالتكم أي: بأن الله يحيي الموتى.
قال الله جواباً لقولهم: { قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ } يعني هذه الحياة { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } يعني الموت { ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ } أي: ليوم القيامة. { لاَ رَيبَ فِيهِ } أي: لا شك فيه، يعني البعث { وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } أي: إنهم مبعوثون.
قوله: { وَلَلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَيَومَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ } أي: المشركون المكذّبون بالبعث. خسروا أنفسهم أن يغنموها فصاروا في النار، وخسروا أهليهم من الحور العين.