الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ هَـٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } * { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَوَآءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } * { وَخَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ وَلِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }

قوله: { هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ } يعني القرآن، أي: لمن آمن به { وَهُدًى } يهتدون به إلى الجنة. { وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ } وهم المؤمنون. والمؤمن الموقن واحد.

قوله عزّ وجلّ: { أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا } أي اكتسبوا { السَّيِّئَاتِ } والسيئات ها هنا الشرك. { أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } وذلك كقول أحدهم { وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي } ، كما تقولون، { إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى } ، أي الجنة، إن كانت جنة، أي: لا نجعلهم مثلهم؛ الذين آمنوا وعملوا الصالحات في الجنة، والمشركون في النار.

قال: { سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ } وهي تقرأ على وجهين: مقرأ مجاهد بالرفع؛ سواءٌ محيا المؤمن ومماته، هو في الدنيا مؤمن وفي الآخرة مؤمن، والكافر في الدنيا كافر، وفي الآخرة كافر. ومقرأ الحسن: (سَوَاءً) بالنصب، على معنى أن يكونوا، يعني المؤمنين والمشركين، سواء فيما حسب المشركون، أي: ليسوا سواء. أي: إن مات المؤمنون على الإيمان يرزقون الجنة، وأما المشركون الذين ماتوا على الشرك فهم يدخلون النار. قال الله عز وجل: { سَاء } أي: بئس { مَا يَحْكُمُونَ } أي: أن نجعلهم سواء.

قوله: { وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ } أي: للبعث والحساب والجنة والنار. قال الله عز وجل: { وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }.