الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ ٱلْبَحْرَ لِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لأيَٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } * { قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى ٱلْعَالَمينَ }

قوله: { اللَّهُ الَّذِي سخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ } يعني طلب التجارة في السفر { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي: لكي تشكروا، أي: تؤمنوا. كقوله:لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ } [النحل:81].

قال: { وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ } أي: من الله، أي: كل ذلك تفضّلاً منه، أي: ما سخر لكم من السماوات، أي: الشمس والقمر والنجوم والمطر، وما في الأرض، اي: الأنهار والبحار وما ينبت في الأرض من النبات، وما يستخرج من الذهب والفضة والصفر والحديد والنحاس وغير ذلك مما ينتفع به مما في الأرض، فذلك كله تسخير الله. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } وهم المؤمنون.

قوله: { قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ } ، وهم المشركون. [أمر الله المؤمنين أن يغفروا لَهم]، وهي منسوخة، نسختهافَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } [التوبة:5] قال: { لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ } أي: يعملون؛ يجزي المؤمنين بحلمهم عن المشركين، ويجزي المشركين بشركهم، وكان هذا قبل أن يؤمروا بقتالهم، ثم نسخ بالقتال.

قوله: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ } أي: يجده عند الله { وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا } أي: فعلى نفسه. { ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } يوم القيامة.

قوله: { وَلَقَدْ آتَيْنَا } أي: أعطينا { بَنِي إِسْرَائِيلَ } أي: أنزلنا عليهم { الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ } قال بعضهم: الحكمة وهي السّنّة. { وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ } أي: ما أحل الله لهم. وقال بعضهم: المنّ والسلوى. { وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ }. أي: على عالم زمانهم الذي كانوا فيه، ولكل زمان عالم.