قال: { يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا } أي: ولي عن ولي شيئاً؛ أي: لا يحمل عنه ذنوبه شيئاً. كقوله:{ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } [فاطر:18] قال: { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } أي: لا يمنعون من العذاب. قال: { إِلاَّ مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } تفسير الحسن: إن المؤمنين يستغفر بعضهم لبعض فيفنعهم ذلك عند الله. قوله عز وجل: { إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأَثِيمِ } يعني المشرك { كَالْمُهْلِ } [المهل ما كان ذائباً من الفضة والنحاس وما أشبه ذلك]. ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه أهديت له فضة فأمر بها فأذيبت، حتى أزبدت وماعت قال لغلامه: ادع لي من حضر من أهل الكوفة. فدخل عليه نفر من أهل الكوفة فقال: ما شيء أشبه بالمهل من هذا. قال: { يَغْلِي } أي الشجرة. فمن قرأها (تَغْلِي) يعني الشجرة، ومن قرأها: (يَغْلِي) يعني المهل. { فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ } يعني الماء الشديد الحر. { خُذُوهُ } يعني المشرك { فَاعْتِلُوهُ } تفسير الحسن: فجروه. وتفسير مجاهد: فادفعوه { إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ } أي: إلى وسط الجحيم. وتفسير بعضهم: إلى معظمها، أي: حيث يصيبه الحر من جوانبها. { ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ } هو كقوله:{ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } [الحج: 19-21]. يقمع بالمقمعة فتخرق رأسه فيصب على رأسه الحميم، فيدخل فيه حتى يصل إلى جوفه. قال: { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ } يعني المنيع الكريم عند نفسك إذ كنت في الدنيا، ولست كذلك. قال بعضهم: نزلت في أبي جهل، كان يقول: أنا أعز قريش وأكرمها. قال: { إِنَّ هَذَا } أي: العذاب { مَا كُنتُم بِهِ تَمْتَرُونَ } أي: تشكّون في الدنيا أنه كائن.