الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَنَادَوْاْ يٰمَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ } * { لَقَدْ جِئْنَاكُم بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } * { أَمْ أَبْرَمُوۤاْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } * { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ }

قال: { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ } [يعني كفار الأمم كلها فيعذبهم في الآخرة بغير ذنب] { وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ } أي لأنفسهم بكفرهم.

{ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ } ولمالك خازن النار أعوان من الملائكة. وخزنة النار تسعة عشر، أحدهم مالك، وهو رأسهم. { لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ }. وذلك أنهم يدعون مالكاً فلا يجيبهم مقدار أربعين عاماً ثم يجيبهم { إِنَّكُم مَّاكِثُونَ }. ثم يدعون ربهم فيذرهم مقدار عمر الدنيا مرتين، ثم يجيبهمقَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } [المؤمنون:108] فأيسوا بعدها، فما نبس القوم بعدها بكلمة، ما كان إلا الزفير والشهيق. شبه أصواتهم بأصوات الحمير، أوله زفير وآخره شهيق.

قوله: { لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ } أي: بالقرآن، يقوله للأحياء، وانقطع كلام أهل النار: { وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } يعني من لم يؤمن.

قال: { أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا } أي: كادوا كيداً بمحمد { فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } أي: فإنا كائدون. وذلك ما كانوا اجتمعوا له في دار الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } [الأنفال:30]. وقد فسّرنا ذلك في سورة الأنفال.

قوله: { فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } أي: فإنا كائدون لهم بالعذاب. قال مجاهد: فإنا مجمعون.

قال: { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم } أي: ما كانوا يتناجون فيه من أمر النبي عليه السلام. { بَلَى وَرُسُلُنَا } يعني الحفظة { لَدَيْهِمْ } أي: عندهم { يَكْتُبُونَ } أي: يكتبون عليهم أعمالهم.